فكّرنا مرارًا وتكرارًا حول الإستمرار في تنظيم مهرجان أفلام النّساء في القدس، وكيف سنقوم بذلك خلال هذه الفترة المعقّدة، خاصّة أن قلبنا مع الّذين فقدوا أحبّائهم ومنازلهم، ومشاعرنا قلبًا وقالبًا مع المخطوفين والمخطوفات – سيعود مهرجاننا بتاريخ جديد، وبشكل مرن يتيح الفرصة لمن لا يستطيع الحضور شخصيًّا إلى المهرجان أن يشاهد الأفلام عن بعد عبر الإنترنت. الآن بالتّحديد – هاتان كلمتان تترددان كثيرًا في الآونة الأخيرة – ونريد هنا أن نقول أيضًا - الآن بالتّحديد، إخترنا أن نواصل إنتاج الأفلام، وأن نحتفل بالأوقات السّعيدة ونعيش حياتنا، وأن نضحك ونبكي سويًّا، وكلّنا أمل أن يشكّل المهرجان فترة استراحة، ويمنح القوّة لكلّ من يريد وتريد ذلك.​ سيقام المهرجان بطريقة مرنة، تجمع بين إمكانيّة الحضور الشّخصيّ لمشاهدة الأفلام، وبين مشاهدتها عبر الإنترنت لمن يفضّل ذلك. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّنا سنستضيف سكّان الجنوب مجّانًا. أقمنا مهرجان أفلام النّساء في القدس بهدف توفير منصّة لصوت النّساء المبدعات في البلاد وخارجها، لنسلّط الضّوء على مختلف التّحدّيات الّتي لا زالت تواجههنّ، ولنتعرّف على التّجارب الّتي مررن بها، وهذا لإيماننا العميق بأنّ المساواة في منح النّساء فرصًا للعمل بمجال صناعة الأفلام أسوةً بالرّجال، ستساهم في تغيير العالم ليصبح منصفًا تجاه المرأة. من الضّروريّ في هذه الفترة أن نستمرّ في إسماع صوت قويّ ومبدع، يعكس قوّة تلك النّساء اللّواتي شهدنا على صمودهنّ خلال الأسابيع الأخيرة، ويجب علينا أن نستمدّ الإلهام منهنّ. إخترنا أن نفتتح المهرجان باحتفاليّة نخصّصها للنّساء اللّواتي تعرضن للعنف، ويمكثن الآن في بيوت إيواء بحثًا عن الأمان، وكنّ من أوائل النّساء اللّواتي تضرّرن من الوضع الرّاهن. تغمرنا المشاعر الجيّاشة لإقامة هذا الحدث المميّز الّذي تشارك فيه نساء من خمس بيوت إيواء موزّعة في أرجاء البلاد، كذلك سنستضيف نساء من منطقة الجنوب، اللّواتي تضرّرت بيوت الإيواء الّتي يمكثن فيها، وسندعوهنّ لاحتفاليّة رائعة بالتّعاون مع صانعات أفلام رياديّات. ماذا في جعبتنا لهذا العام؟ سنشاهد أكثر من ٦٠ فيلمًا من هنا وهناك، منها أفلام محلّيّة وأخرى عالميّة كلّها من إنتاج النّساء. \\ سيكون الفيلم الإفتتاحي بعنوان: "ألف وواحد" وهو الفيلم الفائز في مهرجان ساندانس \\ سنقدّم عروضًا مجّانية في الأحياء، وفي الفنادق الّتي يتواجد فيها السّكان الّذين تمّ إخلاؤهم بسبب الحرب \\ ستتابعون لمحة عن "مهرجان سينما الجنوب" لمخرجات من مناطق الغلاف، سيتخلّل ذلك تنظيم مسابقات "قصيرة"، نمنح بعدها جائزة مجزية للفائزة في المرتبة الأولى \\ سنتابع أيضًا "ملخّص" -  عروض أولى لأفلام صنعتها نساء متديّنات "حريديّات" \\ ونتشرّف بدعوة ضيوفنا إلى حفل للموسيقى الحيّة في حانة "مزكيكا" الكائنة في شارع شوشان 3، القدس. وفي الوقت ذاته، سنشاهد الفيلم الّذي حاز على عدّة جوائز بعنوان: "عنبال فرلموتر - لو انتهى الأمر". ندعو كلا الجنسين إلى الاحتفال سويًّا بالنّساء اللّواتي يصنعن أفلامًا تهمّ الجميع، وتعبّر عن وجهة نظرهنّ حول ما يحدث في العالم. ليهي سبغ وشيرة ميشر مديرتا المهرجان مهرجان أفلام النّساء الدّوليّ في القدس بإدارة جمعيّة نساء في صورة، ومن تأسيس اتّحاد صنّاع السّينما في القدس، وهو مموّل بالشّراكة مع بلديّة المدينة.